في إطار المحضرات في علم الاجتماع التربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر بأكادير للأستاذ محمد العماري وبتنسيق من الدكتور محمد العماري، ألقى الأستاذ يوسف الأزرق مداخلة علمية متميزة حول موضوع:
“التربية الدامجة بوصفها مدخلاً لتحقيق الإنصاف التربوي: استراتيجيات تدبير قاعات الموارد للتأهيل والدعم”، وذلك بحضور عدد من الباحثين والطلبة المهتمين بقضايا التربية والإدماج الاجتماعي.
تناولت هذه المداخلة مجموعة من المحاور النظرية والميدانية، حيث استهلّ الأستاذ الأزرق حديثه بتأطير مفاهيمي لمفهوم التربية الدامجة، مبرزاً الفرق بينها وبين التربية الخاصة، ومؤكداً أن التربية الدامجة تمثل تحوّلاً في النظرة إلى التلميذ، من كونه موضوعاً للتشخيص إلى كونه فاعلاً في مسار تعليمي يُراعي خصوصياته واحتياجاته الفردية.
كما أبرز الأستاذ الأزرق العلاقة الوثيقة بين التربية الدامجة ومبدأ الإنصاف التربوي، مؤكداً أن العدالة التربوية لا تعني فقط توفير نفس الفرص للجميع، بل تقتضي اعتماد آليات مرنة وداعمة تستجيب لاختلافات المتعلمين. وفي هذا السياق، أكد على دور قاعات الموارد كرافعة أساسية لتحقيق هذا المبدأ، بوصفها فضاءات لتقديم الدعم التربوي والنفسي والاجتماعي، من خلال اعتماد مشاريع بيداغوجية فردية، وتوفير وسائل تعليمية مُكيّفة، وتعزيز التنسيق بين مختلف المتدخلين داخل المؤسسة التربوية.
كما ناقش الأستاذ الأزرق التحديات التي تواجه هذا النموذج، سواء من حيث ضعف التكوين المستمر لفائدة الأطر التربوية، أو محدودية الإمكانيات اللوجستيكية، أو غياب التصورات المشتركة داخل الفضاء المدرسي، داعياً في ختام مداخلته إلى ضرورة الانتقال من التربية الدامجة كخيار تقني إلى التربية الدامجة كثقافة مؤسساتية ومجتمعية قائمة على الاعتراف بالتنوع واحترامه.
وقد تميز هذا اللقاء أيضاً بمشاركات متميزة لكل من عائشة صديق، طالبة بسلك الدكتوراه، التي قدّمت قراءة تحليلية لواقع التربية الدامجة من خلال أطروحتها حول السياسات التعليمية للأطفال المصابين بطيف التوحد في المغرب، ومحمد علي أبدار، طالب بسلك الإجازة، إلى جانب مريم وزكى، استاذة و طالبة بسلك الإجازة، التي قدمت مداخلة حول التمثلات الاجتماعية للإعاقة داخل الوسط المدرسي.
اختُتم اللقاء بنقاش غني عبّر فيه الحضور عن أهمية تعزيز مثل هذه الفضاءات العلمية التي تدمج بين البحث الأكاديمي والتفكير التربوي العملي، من أجل النهوض بمدرسة منصفة، دامجة، ومُتجذّرة في قضايا مجتمعها