تتجه أنظار مدينة أيت ملول غداً الاثنين 12 ماي الجاري نحو وقفة احتجاجية سلمية، ينظمها العشرات من الحرفيين والصناع التقليديين أمام مقر جماعة أيت ملول. هذه الخطوة النضالية تأتي في ظل تزايد حالة الاستياء والاحتقان بين صفوف الحرفيين، الذين يشعرون بالإقصاء والتهميش من قبل المجلس الجماعي.
مشروع الحي الحرفي بازرو، الذي كان من المفترض أن يكون محركاً للتنمية المحلية ومصدراً للفخر للساكنة المحلية، تحول إلى كابوس يهدد مستقبل الحرفيين. التغييرات الجوهرية التي طالت تصميم التهيئة المعروض حالياً للبحث العمومي، خاصة استبدال الرمز الخاص بالمنطقة الحرفية برمز جديد يكرس هيمنة الأنشطة التجارية الكبرى، جعلت الحرفيين يشعرون بالخطر الداهم على مصالحهم ومستقبلهم المهني.
الحرفيون يؤكدون أن هذا القرار ليس مجرد خطأ تقني، بل هو مؤشر على سياسة ممنهجة لتهميش الحرف التقليدية لصالح كبار المستثمرين. سنوات من الوعود المعسولة والإجراءات البيروقراطية المعطلة جعلت الحرفيين لم يعد لديهم ما يخسرونه، مما دفعهم إلى الخروج إلى الشارع للمطالبة بحقوقهم.
المطالب المرفوعة اليوم تكتسي طابعاً استعجالياً، وتتمثل في إعادة الرمز الحرفي إلى مكانته في تصميم التهيئة، ومراجعة شاملة للمشروع بما يضمن حقوق هذه الفئة التي تشكل عصب الاقتصاد المحلي. كما يتوجه الحرفيون بنداء استغاثة إلى عامل الإقليم السيد إسماعيل أبو الحقوق، آملين أن يجدوا فيه أذناً صاغية لمطالبهم بعد أن أغلقت في وجوههم كل الأبواب.
هذه الوقفة الاحتجاجية ليست مجرد حدث عابر، بل هي حلقة جديدة في سلسلة طويلة من النضال الذي تخوضه فئة الحرفيين للدفاع عن وجودها المهني. إنها صرخة مدوية تهدف إلى إسماع صوت من لا صوت لهم في أروقة القرار، وتؤكد على أهمية الاستماع لمطالب الحرفيين وتأثير ذلك على المستقبل المهني لهم وعلى التنمية المحلية للمدينة.