أعلنت الحكومة المغربية، خلال اجتماع مجلسها الأسبوعي المنعقد يوم الخميس 12 يونيو، عن عودة نظام “الباشلور” إلى مؤسسات التعليم العالي، وتحديدًا من بوابة المدارس العليا للتكنولوجيا، وذلك بموجب مشروع المرسوم رقم 2.25.456 القاضي بتغيير وتتميم المرسوم السابق رقم 2.04.89 الصادر سنة 2004.
وجاء هذا القرار بمبادرة من وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين الميداوي، الذي أعاد إحياء هذا النظام البيداغوجي المعتمد على نطاق واسع دوليًا، والذي أقره البروغيسور سعيد أمزازي لما كان وزيرا للتعليم العالي في حكومة العثماني وتم التراجع عنه سابقًا في بداية الولاية الحكومية الحالية من طرف الوزير السابق عبد اللطيف ميراوي.
ويهدف النظام الجديد إلى مواءمة التكوين الجامعي مع المعايير الأكاديمية الدولية، وتوفير تكوينات مهنية تستجيب لمتطلبات سوق الشغل، خصوصًا بعد حذف نظام الإجازة المهنية، مما خلف فراغًا في مسالك التكوين المهني الجامعي.
وأكدت وزارة التعليم العالي أن نظام “الباشلور” في التكنولوجيا سيمنح المدارس العليا للتكنولوجيا صفة التميز الأكاديمي، مع الحفاظ على طابعها المهني، كما سيمكن الطلبة من اكتساب كفايات لغوية وتقنية وثقافية تؤهلهم للاندماج السلس في المحيطين الوطني والدولي.
وتمت الإشارة إلى أن هذا الإصلاح يندرج ضمن تنزيل مقتضيات القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، خاصة في شقه المتعلق بتنويع العرض التكويني وتحسين جودته بالمؤسسات الجامعية ذات الولوج المحدود.
ويُذكر أن نظام “الباشلور” كان قد تم إطلاقه لأول مرة سنة 2021 في عهد الوزير الأسبق سعيد أمزازي، بعد مشاورات موسعة مع الجسم الأكاديمي، غير أن الوزير الذي خلفه، عبد اللطيف ميراوي، قرر توقيف العمل به، ما أدى إلى إلغاء تسجيل أكثر من 24 ألف طالب كانوا قد انخرطوا في هذا النظام الجديد، دون تعويضهم بمسالك بديلة واضحة.
ويعتمد هذا النظام على هندسة بيداغوجية أنجلوساكسونية متطورة، تُركز على تطوير المهارات الذاتية والكفايات العرضانية، وتقوية اللغات الأجنبية، إلى جانب إحداث سنة تأسيسية تربط التعليم الثانوي بالتعليم العالي، ما يسهل انتقال الطلبة ويعزز قابليتهم للنجاح والانفتاح.