شهد محيط المستشفى الجهوي الحسن الثاني بمدينة أكادير، مساء الأحد 14 شتنبر 2025، وقفة احتجاجية حاشدة شارك فيها المئات من ساكنة المدينة ونواحيها، للتنديد بما وصفوه بتردي الخدمات الصحية داخل أكبر مرفق استشفائي بجهة سوس ماسة، والذي صار يُلقب محليا بـ“مستشفى الموت”، في إشارة إلى حجم المعاناة والأخطاء الطبية التي أودت بحياة مرضى، خاصة من النساء الحوامل.
المحتجون رفعوا شعارات قوية تندد بالسياسات الحكومية في قطاع الصحة وتطالب بإنقاذ المستشفى الذي تحول – بحسب تعبيرهم – إلى رمز للمعاناة والفوضى الصحية بالجهة. وعرفت الوقفة حضور عدد من أسر الضحايا الذين جسدوا معاناتهم بشكل مؤثر أمام الرأي العام.
وفي تصريح لـ **pjd.ma**، أكدت النائبة البرلمانية **نعيمة الفتحاوي**، عن المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، أن هذه الوقفة تمثل “صرخة حقيقية في وجه تدهور الأوضاع الصحية داخل مستشفى الحسن الثاني”، معتبرة أن إعفاء مدير المستشفى لا يشكل سوى حلا جزئيا لا يمس جوهر الأزمة، التي تستلزم إصلاحا هيكليا شاملا يهم البنية التحتية والتجهيزات والموارد البشرية.
وأضافت الفتحاوي أن هذه الأزمة تضع رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، الذي يرأس أيضا المجلس الجماعي لأكادير، في موقف محرج أمام مسؤولياته المزدوجة وطنيا ومحليا، خاصة في ظل غيابه المتكرر عن دورات المجلس، وانتقادات متصاعدة لعجزه عن إيجاد حلول ملموسة.
كما تساءلت البرلمانية عن أسباب تأخر افتتاح المستشفى الجامعي لأكادير رغم انطلاق أشغال بنائه منذ سنة 2016، معتبرة أن “عشر سنوات من الانتظار كفيلة بكشف خلل عميق في تدبير المشاريع الصحية، في وقت تُفتتح ملاعب رياضية كبرى في أقل من سنة ونصف”.
وانتقدت المتحدثة الحوار التلفزي الأخير لرئيس الحكومة، واصفة حديثه عن “تحول جذري” في قطاع الصحة بالأحلام الكاذبة التي تتناقض مع الواقع اليومي للمواطنين الذين يفتقدون إلى أبسط الخدمات الطبية.
واعتبرت أن تصريحات رئيس الحكومة لم تفعل سوى تأجيج الاحتجاجات، خصوصا في أكادير حيث يعرف السكان حقيقة وضع مستشفى الحسن الثاني، مؤكدة أن “الواقع الصحي لا يعكس الصورة الوردية التي تحاول الحكومة تقديمها”.
وبينما يتواصل الغضب الشعبي من الوضع الصحي بالجهة، يظل مطلب المحتجين متمثلا في إصلاح جذري يضع المواطن وكرامته في صلب السياسات العمومية، بدل حلول ترقيعية لم تعد تقنع أحدا.
–