كريم بوزاليم//
في إطار سعيه لتعميق النقاش الفكري والأكاديمي حول القضايا الفلسفية المعاصرة، نظم مختبر التخصصات البينية في العلوم الاجتماعية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية – ابن زهر أكادير، يوم الأربعاء الماضي، يومًا دراسيًا مهمًا تحت عنوان: “النظرية النقدية بين التأسيس الفلسفي والتلقي النقدي”. وشهد اللقاء مشاركة واسعة من باحثين وأكاديميين من داخل المغرب وخارجه.
دعوة للتفكير المعمق في أسس النظرية النقدية
افتُتحت أشغال اليوم الدراسي بكلمة للسيد العميد محمد ناجي بنعمر، تلتها كلمة مدير المختبر التي قدمها نيابة عنه الدكتور محمد الأشهب. وقد أكد المتحدثان على الأهمية البالغة لإعادة التفكير في النظرية النقدية، سواء على مستوى التأسيس الفلسفي الذي انبثقت منه، أو على مستوى التلقي النقدي لها في السياقات الفكرية والاجتماعية المعاصرة. وتولى الدكتور محمد الأشهب، أستاذ الفلسفة بالكلية، مهمة تسيير وترجمة أشغال اليوم الدراسي.
محاضرة ألمانية تفتتح الأفق المعرفي
كانت الانطلاقة العلمية عبر المحاضرة الافتتاحية التي ألقاها الأستاذ الجامعي الألماني كريستيان تاين (Christian Thein)، من شعبة الفلسفة بجامعة مونستر – ألمانيا. وحملت المحاضرة عنوان: “حول اختلاف تصورات الفلسفة في النظرية النقدية للجيل الأول والجيل الجديد”. وقد سلطت هذه المداخلة الضوء على التحولات في مفهوم الفلسفة داخل النظرية النقدية بين روادها الأوائل والأجيال اللاحقة.
التلقي العربي والدولي: محاور الجلسة الثانية
بعد استراحة شاي، انتقل المشاركون إلى الجلسة الثانية التي خُصصت بالكامل لمحور “التلقي النقدي للنظرية النقدية”. واستعرضت هذه الجلسة أربع مداخلات أكاديمية ركزت على كيفية تفاعل الفكر المعاصر، وخاصة الفضاء العربي، مع أطروحات مدرسة فرانكفورت:
الباحث سمير بوسلهام تناول: التلقي النقدي للنظرية النقدية عند نانسي فرايزر.
الدكتور محمد العفو قدم قراءة لـ: التلقي النقدي لفلسفة التواصل لـهابرماس عند سالم يفوت.
الدكتور مصطفى جبور ناقش: تلقي النظرية النقدية للاعتراف عند أكسيل هونث.
الباحث محمد إدلمقدم استعرض: تلقي فلسفة الدين لـهابرماس في السياق الناطق بالعربية.
خلاصات وتوصيات: ضرورة إعادة القراءة
أثمرت هذه المداخلات نقاشًا علميًا معمقًا شكل “أرضية خصبة” حول تطور النظرية النقدية وكيفيات تأويلها في سياقات فكرية وثقافية متعددة.
واختتم اليوم الدراسي بالتأكيد القوي على أن “إعادة قراءة النظرية النقدية وتراث مدرسة فرانكفورت ضرورة فكرية”، بهدف فهم التحولات الراهنة في المجتمعات المعاصرة وإيجاد جسور للتفاعل النقدي بين الفكر الغربي والسياقات المحلية. ولضمان تعميم الفائدة العلمية، أعلن المنظمون عن نية نشر جميع المداخلات العلمية المقدمة لاحقًا في مجلة متخصصة.