في خطوة هامة نحو تحسين منظومة النقل الحضري في مدينة أكادير، أُضيفت خمس حافلات جديدة عالية الجودة إلى أسطول النقل العام، ضمن مشروع “أمل واي” الذي يهدف إلى تعزيز خدمات التنقل والتخفيف من أزمة النقل التي تواجه سكان المدينة وزوارها. هذا المشروع، الذي تراه المدينة أداة أساسية في تطوير خدمات النقل، يمثل خطوة كبيرة نحو تحقيق تنقل حضري أكثر فاعلية وأقل ازدحاماً، وبالتالي تحسين جودة الحياة اليومية.
يُشرف على استلام الحافلات الجديدة شركة التنمية المحلية “أكادير الكبير للنقل والتنقلات الحضرية”، التي تعتبر الهيئة المسؤولة عن إدارة خدمات النقل داخل الجماعات التابعة لمؤسسة التعاون بين جماعات أكادير الكبير. وتعد هذه الحافلات جزءاً من منظومة أوسع تهدف إلى إعادة هيكلة وتحديث قطاع النقل الحضري في أكادير. إن هذه المبادرة تأتي في سياق توجيه اهتمام المدينة نحو تحسين الجودة البيئية لتسهيل حركة المواطنين، بالإضافة إلى مواكبة التوسع العمراني الذي يشهده إقليم أكادير.
رغم استلام الحافلات الجديدة والتهيئة الجيدة للبنية التحتية الخاصة بالمشروع، فإن الانطلاق الفعلي لبرنامج “أمل واي” تأجل، نتيجة للتطورات المتعلقة بالنموذج الاقتصادي الجديد لقطاع النقل الحضري. هذا النوذج، الذي تعمل عليه وزارة الداخلية بالشراكة مع وزارة الاقتصاد والمالية ومجالس الجهات، يهدف إلى تحسين وتوسيع خدمات النقل الحضري بشكل شامل، من خلال إرساء اتفاقيات مؤسساتية وتعزيز استخدام الأنظمة الذكية في إدارة وتتبع أسطول النقل. يولي هذا النموذج أهمية خاصة للتحسين المستمر للجودة وتطوير بنيات النقل المتكاملة.
يشمل مشروع “أمل واي” شراء 30 حافلة “ترام باص” من صناعة ألمانية، وهي حافلات متطورة بتكلفة إجمالية تقدر بحوالي 154.2 مليون درهم. هذه الحافلات تهدف إلى نقل ما بين 40 ألف و60 ألف راكب يومياً، وذلك من خلال توفير خدمات نقل حضري عالية الجودة للسكان والزوار المحليين والدوليين. وتنتظر المدينة أيضاً تسلم نحو 300 حافلة إضافية في إطار خطة وطنية شاملة تستهدف تحديث وتحسين خدمات النقل في جميع المدن المغربية، بتكلفة تصل إلى حوالي 11 مليار درهم. هذه الحافلات الجديدة ستكون جزءاً من تجهيزات متكاملة تشمل أنظمة تذاكر ذكية، صيانة دورية، وتحسين البنية التحتية الضرورية لاستدامة هذا القطاع الحيوي.
الاستعدادات المستقبلية وتحديات كأس إفريقيا
يُنتظر أن تسهم هذه المشاريع في تحسين الأداء اللوجستي للمدينة، خاصة مع اقتراب تنظيم كأس إفريقيا، الذي سيشهد تدفقاً كبيراً للزوار من مختلف أنحاء العالم. كما أن هذه التحسينات تتماشى مع الأهداف الوطنية لتطوير قطاع النقل الحضري في إطار خطط تتبنى التقنيات الحديثة وتعمل على تقليل التلوث وتحسين خدمات التنقل للمواطنين.