تعيش واحة تمزوروت، الواقعة على بعد حوالي 140 كيلومتراً عن مدينة طاطا في اتجاه ورزازات، على وقع كارثة بيئية وإنسانية متفاقمة، بفعل تداعيات الأمطار الطوفانية والسيول الجارفة التي ضربت المنطقة مؤخراً. هذه الواحة، التي لطالما شكلت منبعاً للحياة ومقصداً سياحياً ومورداً فلاحياً هاماً، أضحت اليوم مهددة في وجودها، وسط صمت رسمي يثير تساؤلات السكان والمهتمين.
كانت تمزوروت، إلى عهد قريب، رمزاً لحيوية الجنوب الشرقي، تُنتج أجود أنواع التمور والحناء، وتستقطب السياح الأجانب بفضل تنوعها الطبيعي ومآثرها التاريخية الضاربة في القدم. أما اليوم، فقد تغير كل شيء؛ فالجفاف المتواصل من جهة، والسيول المفاجئة التي جرفتها الأمطار الغزيرة من جهة أخرى، شكّلا معاً ضربة قاصمة لأعمدة الحياة في البلدة.
في بلاغات ومراسلات متكررة، دقّت جمعية تمزوروت للتنمية ورعاية المصالح، بمعية ممثلي الساكنة، ناقوس الخطر، مشيرين إلى حجم الأضرار التي لحقت بالواحة وساقيتها التي أصبحت خارج الخدمة، مما تسبب في شلل تام للأنشطة الزراعية. كما أظهرت هذه الفيضانات وجهها المدمر، بعد أن اجتثت مئات أشجار النخيل، وخربت الحقول، وألحقت أضراراً جسيمة بمساكن المواطنين.
ورغم المجهودات الذاتية التي يبذلها أبناء البلدة في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، تبقى التدخلات محدودة ولا ترقى إلى حجم الكارثة التي ألمّت بالمنطقة.
أمام هذا الوضع المأساوي، تناشد الساكنة، ومعها فعاليات المجتمع المدني، الجهات المعنية بالتدخل الفوري والعاجل، من أجل وضع خطة إنقاذ شاملة لإعادة تأهيل الواحة، وإنقاذ ما تبقى من موروث طبيعي وثقافي بدأ يندثر أمام الاعين