كريم بوزاليم//
نظم فريق البحث في العلوم الانسانية والاجتماعية بكلية الاداب والعلوم الانسانية باكادير ربيع الانثربولوجيا ” تجارب في الانثربولوجيا المغربية ” في دورته الاولى ايام 28 و 29 ابريل 2025 بفضاء الانسانيات 1 القاعة 47 مع احتضان جلسات علمية وورشات تكوينية لفائدة طلبة الماستر العمل الاجتماعي وطلبة الدكتوراه من تنسيق الاساتذة : محمد الصليح ومحمد قديري ومحمد العماري
” في حوار مع الاستاذ الجامعي بكلية الاداب والعلوم الانسانية باكادير الدكتور محمد الصليح “
ما هو الدافع الأساسي وراء إطلاق ربيع الأنثروبولوجيا، وما الفكرة التي تقف وراء اختيار هذا الاسم؟
كانت الفكرة في البداية هو تعريف الطلبة بالأنثربولوجيا كحقل علمي والتأسيس لندوات علمية بدأنا دورتها الأولى هذه السنة على أساس استكمال هذا المشروع في الدورات اللاحقة.
كيف جاءت فكرة التركيز على تجارب في الأنثروبولوجيا المغربية كشعار لهذه الدورة الأولى؟
لا أخفيكم بأن الفكرة جاءت بعد سلسلة من المحاضرات قدمت لطلبة الفصل الثالث بشعبة علم الاجتماع في وحدة دراسات أنثربولوجية حول المجتمع المغربي. من خلال هذه المحاضرات لامست تنوع وغنى هذه الدراسات الأنثربولوجية وكذا شغف الطلبة بأهمية الدراسات الأنثربولوجية التي قدمها الأنثربولوجيون الفرنسيون والأنجلوساكسونيون وكذا بعض الأنثربولوجين المغاربة حول مجتمعهم وثقافتهم. هكذا جاءت الدورة الأولى لربيع الأنثربولوجيا ليتقاسم فيها الأنثربولوجيون المغاربة تجاربهم الميدانية في مجال هذا الاختصاص العلمي الذي لم يأخذ المكانة الكبيرة في الجامعة المغربية.
ما هي الأهداف الرئيسية التي يسعى “ربيع الأنثروبولوجيا” إلى تحقيقها؟
نسعى من خلال هذا اللقاء العلمي إلى استئناس الطلبة بطبيعة الدراسات الأنثربولوجية وكذا تعريف طلبة الماستر والدكتوراه خصوصا بأهمية الأنثربولوجيا، من خلال المنهج الخاص بها، في فهم ودراسة المجتمع المغربي. دون أن ننسى إعطاء فرصة للنقاش والحوار بين الأنثربولوجين الذين يستضيفهم لقاء ربيع الأنثربولوجيا والأساتذة والطلبة.
كيف تم اختيار المحاور والجلسات العلمية والورشات التكوينية ضمن برنامج هذه الدورة؟
كان الاختيار أساسا منطلقا من معطى أساسي وهو أن يتقاسم الأستاذ المحاضر تجربته في مجال الأنثربولوجيا مع الحاضرين لهذا اللقاء والتعريف بالإنتاجات العلمية و التجربة الميدانية سواء المنشورة أو التي كانت عبارة عن تقارير لفائدة مؤسسات رسمية. بالنسبة للورشات كان الهدف الأساسي هو التركيز على طريقة وفن الكتابة سواء في بحوث الدكتوراه أو كتابة كتب أو مقالات في الأنثربولوجيا.
ما هي القيمة المضافة التي تتوقعون أن يقدمها هذا الحدث للطلبة؟
أظن أن القيمة التي سيقدمها هذا اللقاء العلمي هي أولا الوقوف على ماهية الأنثربولوجيا ومعرفة خصوصيات هذا الحقل، ثم ثانيا دفع الطلبة إلى المزيد من البحث وقراءة الكتابات الأنثربولوجية وخصوصا المنتجة حول المجتمع المغربي أو الخاصة بمجتمعات وثقافات أخرى.
كيف يمكن أن تُسهم مثل هذه الفعاليات في تعزيز التواصل بين الباحثين في الأنثروبولوجيا والعمل الاجتماعي؟
لاشك أن الأنثربولوجي هو ذلك الشخص الذي يدرس الانسان في كل جوانبه وأبعاده، وأن هذا الانسان الذي يدرس ينتمي إلى مجتمع أو جماعة لها نظامها الاجتماعي وثقافتها الخاصة. كما أن الأنثربولوجي هو ذلك الشخص الذي يعتمد أساسا على البحوث الميدانية واستكناه ما هو واقعي وما يتمثله الناس بخصوص قضايا واشكالات اجتماعية معينة. ولعل هذا الطريقة في الاشتغال والدراسة تتقاطع مع العمل التطبيقي والميداني الذي يقوم به العامل الاجتماعي. هكذا يمكن القول بأن الأنثربولوجيا تفيد كثيرا العمل الاجتماعي وتقدم ما يساعد على التدخل الاجتماعي الجيد والمعقلن والذي يحترم خصوصية الجماعة وثقافتها.
هل هناك خطط لتوسيع هذه المبادرة أو جعلها سنوية في جامعة ابن زهر؟
نعم هذا هو المبتغى. كما أشير إلى أن السيد عميد كلية الآداب ما فتئ يشجع كل المبادرات والأنشطة الجادة، كما أن له محبة خاصة للأنثربولوجيا باعتباره مترجما للعديد من الأعمال والدراسات الأنثربولوجية الخاصة بالمجتمع المغربي. إن نجاح وصدى هذه الدورة الأولى من ربيع الأنثربولوجيا يشجع صراحة على الاستمرار وتقديم المزيد والأفضل.
هل تتطلعون إلى استضافة باحثين دوليين أو توسيع النطاق الجغرافي للأنشطة؟
بالطبع طموحنا هو جعل ربيع الأنثربولوجا لقاء دوليا يستضيف الأنثربولوجيين الأجانب الذين لديهم اهتمام خاص بالمغرب، دون أن ننسى الأنثربولوجيون المغاربة وخاصة الباحثين الشباب في هذا الميدان العلمي، من أجل خلق فضاء للنقاش والحوار حول مواضيع وقضايا راهنة بالمجتمع المغربي.
ما هي النصائح التي تقدمونها للطلبة حول تطوير الكتابة الأنثروبولوجية بشكل خاص؟
النصيحة الأولى هي الكتابة، فبالكتابة نستطيع تطوير الكتابة. قد يبدو هذا بديهيا لكنه في غاية الأهمية. مع التركيز بشكل أساسي على القراءة الفاعلة ومحاورة الكتب والدراسات الأنثربولوجية والتمكن من منهجية الكتابة، ليصل الطالب إلى التمييز بين الأساليب المختلفة والمتنوعة في الكتابة. لكل أنثربولوجي طريقته وأسلوبه في الكتابة، لكنهم كلهم يتفقون على الكتابة الدالة والواضحة والتي تصف و تسرد بشكل مكثف مجتمع الدراسة.