كريم بوزاليم//
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السيد الوزير المحترم،
تستعد وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة لتنظيم دورة تكوينية خاصة بتدريس “الهيب هوب” و”البركينغ” تهدف إلى إعداد مكونين جهويين في هاتين الرقصتين. وأهابت، في مذكرة صادرة يوم 15 ماي 2025، وقعها السيد مدير مديرية الارتقاء بالرياضة المدرسية، موجهة إلى مديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، طالبة اقتراح إطارين، مفتش ومدّرس للمادة، للاستفادة من هذه الدورة، على أساس تقاسم التكوين مع الأساتذة على الصعيدين الإقليمي والجهوي. وجاء في المذكرة أن الدورة تأتي انسجاما مع التوجه الاستراتيجي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة الرامي إلى دعم قدرات أساتذة التربية البدنية والرياضية في مختلف الأنواع الرياضية.
– وبما أن %77 من المتمدرسين في التعليم الابتدائي- حسب معطيات الوزارة- لا يجيدون قراءة نص باللغة العربية مكون من 80 كلمة، و%70 لا يستطيعون قراءة نص باللغة الفرنسية مكون من 15 كلمة، و%87 من تلاميذ المستوى الخامس ابتدائي لا يستطيعون إنجاز عملية قسمة بسيطة، ونسبة هدر مدرسي في صفوف تلاميذ التعليم الأولي تصل إلى 23 في المائة، ونسبة الهدر في التعليم الإعدادي تصل إلى %53، وفي التعليم الثانوي %24،
– وبما أن “الهيب هوب” ليس مجرد رقصة، بل هو شكل من أشكال الاحتجاج الجسدي، نشأ في بيئة سوسيو-ثقافية، مغايرة تمامًا، كرد فعل على العنصرية والتهميش؛ فإن نقله إلى المدرسة المغربية، دون تكييف تربوي أو فهم عميق لمتطلباته الرمزية، ليس إلا نوعًا من الاستيراد الأعمى لفلكلور دخيل لا صلة له بالواقع النفسي والثقافي والاجتماعي للتلميذ المغربي،
– وبما أن هذه المذكرة أعادت إلى الأذهان مذكرة سابقة متعلقة بممارسة رياضة الغولف، معتبرا أن هذه المراسلات تعكس انفصالا وبعدا عن واقع المدرسة المغربية،
فإني أسائلكم السيد الوزير عن:
– الإطار والسياق الذي أطر هذه المذكرة؟
– علاقتها بالتوجه الاستراتيجي للوزارة؟
– المعايير الثقافية والبيداغوجية التي تؤطرها؟
– هل تعكس فعلًا رؤية استراتيجية عميقة، أم مجرد استجابة استعراضية لموجات ثقافية عابرة، لا تستند إلى دراسة تربوية أو تشخيص بيداغوجي دقيق؟
وتفضلوا بقبول فائق التقدير والاحترام.
إمضــاء النائبة:
نعيمة الفتحاوي