كريم بوزاليم//
انطلقت، مساء يوم الجمعة 13 يونيو 2025، فعاليات الدورة السادسة عشرة من المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي “فيدادوك” بمدينة أكادير، في حفل افتتاح مميز احتضنته سينما الصحراء بحي تالبرجت، بحضور ثلة من المهنيين والمهتمين بعالم الفيلم الوثائقي، خاصة ذلك المرتبط بالواقع البيئي والاجتماعي.
وخلال هذا الحفل، تم تقديم فيلم الافتتاح “الطير” للمخرجة كانيل غوهور، وهو شريط وثائقي تم تصويره بمنطقة سيدي الرباط، ويسلط الضوء على المزج الإبداعي بين الفن التشكيلي التوعوي حول الطيور النادرة في المنتزه الوطني، ومبادرات نسائية محلية ناجحة ساهمت في تمكين المرأة القروية. ويبرز الفيلم كيف تمكنت نساء المنطقة من الخروج من دائرة العزلة المنزلية، والمساهمة الفعلية في الحياة الاقتصادية عبر تعلم الطرز وصناعة الخبز والحلويات وبيعها، مما وفّر لهن مصدر دخل قار يعزز استقلاليتهن ويكرس أدوارهن في التنمية المحلية.
وفي كلمة ألقاها مدير المهرجان، السيد هشام فلاح، أكد أن دورة هذه السنة تقدم تجربة سينمائية جديدة لجمهور المدينة والجهة، من خلال أفلام وثائقية مبتكرة تمنح الفرصة للشباب للتعرف على مختلف مراحل كتابة سيناريو الفيلم الوثائقي، وذلك عبر إقامات الكتابة، التي تهدف إلى مرافقة مشاريع الأفلام منذ الفكرة إلى الإنتاج، ودعم جيل جديد من المبدعين.
ويمتد المهرجان من 13 إلى 18 يونيو 2025، من تنظيم جمعية الثقافة والتربية عبر السمعي البصري (ACEA)، ويُعد مناسبة سنوية ينتظرها عشاق السينما الوثائقية بالمغرب. وتتميز دورة هذه السنة بتكريم المخرجة الهندية نيشتا جاين، ضيفة شرف المهرجان، التي سيتم عرض فيلمين حديثين لها حازا جوائز دولية: “ثورة الزراعة” (2024) و*”الخيط الذهبي”* (2022).
كما تتضمن البرمجة عرض النسخة المستعادة من الفيلم التاريخي “ليلى والذئاب” (1984) للمخرجة اللبنانية هيني سرور، بتقديم من الباحثة تودة بوعناني. وتشمل المسابقة الرسمية لهذه الدورة 19 فيلمًا من 20 بلدًا، وتركز على أعمال مخرجين ناشئين من إفريقيا والعالم العربي، إلى جانب مخرجات من أوروبا وكندا يعالجن مواضيع الأسرة والعلاقات الاجتماعية بعمق إنساني رفيع.
وتُشرف على تحكيم المسابقة لجنة تضم المخرجة الفرنسية سيلفي باليو، والمصور المغربي مهدي مريوش، والصحفي السنغالي أبوبكر دمبا سيسوخو. كما سيتم عرض أربعة أفلام قصيرة أُنجزت ضمن ورشات إبداعية وثائقية أقيمت في تونس ولبنان، مع تنظيم عروض متنقلة ضمن برنامج “طريق سينما” الذي يحل للمرة العاشرة بالمؤسسة السجنية بأيت ملول، في مبادرة تهدف إلى جعل “السينما للجميع، في كل مكان”.
وفي ختام الحفل، تم التأكيد على أن مهرجان “فيدادوك” يواصل ترسيخ مكانته كمنصة رئيسية لدعم الإبداع السينمائي الوثائقي بالمغرب، من خلال “الخلية الوثائقية” التي تستقبل في دورتها الثالثة عشرة أزيد من مائة مشارك من الشباب وطلبة السينما، وتوفر فضاء للتكوين والتبادل وتطوير المشاريع، ما يجعله رافعة حقيقية لولادة جيل جديد من المخرجين المغاربة والعرب في مجال الفيلم الوثائقي.