كريم بوزاليم//
تعيش مدينة أكادير خلال الأسابيع الأخيرة على إيقاع دينامية كبيرة في مختلف الأوراش التنموية، استعدادًا لاحتضان مباريات كأس أمم إفريقيا التي ستحتضنها المملكة المغربية سنة 2025. وتأتي هذه الاستعدادات في سياق خاص يتسم بمواكبة ميدانية مستمرة من طرف والي جهة سوس ماسة، عامل عمالة أكادير إداوتنان، السيد سعيد أمزازي، الذي يحرص على تتبع سير المشاريع الملكية والبرامج التنموية الجارية، لضمان جاهزية المدينة في أفضل الظروف.
منذ تعيينه على رأس الجهة، أبان الوالي أمزازي عن حرص واضح على تسريع وتيرة إنجاز المشاريع المندرجة في البرنامج الملكي للتنمية الحضرية لأكادير 2020-2024، والذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس بهدف جعل المدينة قطبًا حضريًا متكاملاً ومؤهلاً لاستقبال كبرى التظاهرات الرياضية والثقافية. وتشمل هذه المشاريع تهيئة شبكة الطرق والمحاور الكبرى، وتحديث الإنارة العمومية، وتوسيع المساحات الخضراء، فضلاً عن تعزيز البنية التحتية الرياضية والثقافية.
وفي مقدمة هذه الأوراش، يبرز مشروع تهيئة محيط ملعب أدرار الكبير، الذي سيحتضن مباريات “الكان”، حيث تعرف المنطقة المجاورة للملعب أشغالًا مكثفة لتوسيع الطرق، وتوفير مواقف سيارات إضافية، وتحسين الولوجيات والفضاءات العامة، بما يتماشى مع المعايير المعتمدة من قبل الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم. كما يتم إنجاز ملاعب للتداريب ومرافق رياضية جديدة بمواصفات حديثة في مناطق متفرقة من المدينة، من بينها مشاريع في تغازوت وأنزا.
وتوازيًا مع التأهيل الرياضي، تشهد أكادير أيضًا أوراشًا ثقافية كبرى، من أبرزها إحداث مكتبات عمومية ومراكز ثقافية جديدة، في إطار رؤية شمولية تجعل من “الكان” فرصة لتطوير المدينة على أكثر من صعيد، وتحسين جودة الحياة لسكانها وزوارها.
وقد حرص الوالي أمزازي، من خلال سلسلة من الزيارات الميدانية والاجتماعات التنسيقية، على تتبع تقدم الأشغال ميدانيًا، وتعبئة مختلف المصالح الولائية والجماعية والقطاعية لضمان احترام الآجال والجودة المطلوبة. كما أكد في أكثر من مناسبة أن هذه الأوراش لا تقتصر على التحضير لتظاهرة رياضية عابرة، بل تندرج في سياق إرادة ملكية سامية تهدف إلى تثمين مؤهلات أكادير وتعزيز إشعاعها كحاضرة عصرية ضمن النموذج التنموي الجديد.
ويجمع المراقبون على أن هذه الدينامية التي تعرفها المدينة بفضل تضافر الجهود بين السلطات الولائية والمنتخبة والفاعلين المحليين، تعكس حجم الرهان الموضوع على أكادير لتكون واحدة من الواجهات الرياضية والسياحية المتميزة للمملكة خلال الحدث القاري القادم، ولتواصل بعده مسارها كعاصمة اقتصادية وسياحية لجهة سوس ماسة.
و أكد الوالي سعيد أمزازي أن “الرهان ليس فقط على إنجاح تنظيم كأس أمم إفريقيا بمدينة أكادير، بل على جعل هذه الفرصة محطة لإبراز النموذج التنموي الجديد الذي تشهده الجهة، وتجسيد الرؤية الملكية في تنمية مندمجة ومستدامة.”
وأضاف أن “العمل يجري بوتيرة متقدمة وبروح جماعية لضمان جاهزية جميع المرافق في الآجال المحددة، حتى تظل أكادير في مستوى الثقة التي وضعها فيها جلالة الملك محمد السادس، وفي مستوى تطلعات ساكنتها وزوارها من داخل المغرب وخارجه.”
من المرتقب أن يُحدث تنظيم “الكان” في أكادير حركية اقتصادية قوية ستنعكس إيجابًا على قطاعات متعددة، أبرزها السياحة، والنقل، والتجارة، والخدمات. فالحدث سيجلب آلاف الزوار من داخل المغرب وخارجه، ما سيُنعش الإقامات الفندقية والمطاعم والأنشطة الثقافية والتجارية.
كما يُنتظر أن يُساهم في تسويق وجهة أكادير دوليًا باعتبارها مدينة آمنة ومنفتحة ومجهزة ببنيات تحتية حديثة، وهو ما سيُعزز موقعها ضمن أهم الوجهات السياحية بالمملكة.
ويرى مهتمون بالشأن المحلي أن هذه المناسبة ستكون فرصة حقيقية لترسيخ صورة أكادير كمدينة تجمع بين الأصالة والانفتاح، وبين الرياضة والثقافة والتنمية المستدامة، مما سيجعل من “الكان” محطة مفصلية في مسار إشعاع المدينة وجهتها نحو المستقبل.