أعلن حزب التجمع الوطني للأحرار، يوم الجمعة 18 أبريل الجاري، عن إطلاق أول جامعة حزبية من نوعها في المملكة المغربية، في خطوة جديدة تواكب التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس التي تدعو إلى تعزيز الكفاءات الوطنية ودعم النخب في عملية التنمية الشاملة. وقد تم تنظيم اللقاء التأسيسي لهذه الجامعة في مدينة أكادير، داخل غرفة الفلاحة بجهة سوس ماسة، بحضور قيادات الحزب الجهوية وأعضاء الشبيبة وعدد من المتعاطفين مع الحزب، إضافة إلى الأساتذة الجامعيين الذين تم اختيارهم لتشكيل النواة الأولى للجامعة.
تهدف هذه المبادرة إلى إنشاء فضاء أكاديمي فكري يربط بين المجال السياسي والأكاديمي، مما يعزز مشاركة الكفاءات الجامعية في الحياة الحزبية. كما تسعى الجامعة إلى تفعيل مجالات التكوين والبحث والابتكار في مجالات السياسة والاقتصاد والاجتماع، بما يسهم في تطوير السياسات العمومية وصناعة القرار بناءً على أسس علمية حديثة.
وتشكل هذه الجامعة أيضًا خلية تفكير استراتيجي تهدف إلى دعم عملية صنع القرار العمومي وإدارة الشأن العام، حيث يتم استخدام المعطيات العلمية الحديثة لتوجيه القرارات الكبرى التي تهم مختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية في البلاد.
تمكنت الجامعة الحزبية من الاستفادة من البرنامج الحكومي من خلال شراكات استراتيجية مع مؤسسات أكاديمية ومهنية، مما يعزز توجهات المملكة في مجال الرقمنة والذكاء الاصطناعي والابتكار. هذه الشراكات تسهم في تفعيل الرؤية الملكية التي تسعى إلى تطوير المغرب في مختلف المجالات.
من خلال هذه المبادرة، يسعى حزب التجمع الوطني للأحرار إلى بناء مسار جديد يعتمد على المعرفة الأكاديمية في دعم العمل السياسي. حيث يؤمن الحزب بأن الاستفادة من العقول والكفاءات العلمية ستسهم بشكل كبير في صناعة السياسات العمومية الفعالة التي تخدم تطلعات المواطنين والمجتمع المغربي ككل.
يمثل إطلاق هذه الجامعة خطوة هامة في مسار الحزب نحو تعزيز موقعه كحزب حداثي يسعى للاستثمار في العقول قبل الأدوات. ويعتبر هذا المشروع من أهم المبادرات التي تعكس رؤية الحزب للمستقبل، حيث يسعى إلى تكريس العمل السياسي المبني على الفكر الأكاديمي والعلمي، ليشكل بذلك مثالًا يحتذى به في تكامل المعرفة مع العمل السياسي لتحقيق تنمية مستدامة.