كريم بوزاليم //
دخل فريق أولمبيك الدشيرة التاريخ من أوسع أبوابه، بعد تحقيقه صعودًا تاريخيًا إلى القسم الأول من البطولة الاحترافية المغربية، ليؤكد بذلك أن الحلم الطويل الذي راود جماهير سوس منذ عقود، قد صار حقيقة ملموسة.
انتصار “فرسان سوس” على فريق الشباب السالمي، خارج الديار، بثلاثية نظيفة، لم يكن مجرد فوز عادي، بل محطة فاصلة في مسار نادٍ لطالما نُظر إليه كأحد أكثر الفرق المثابرة دون أن يحالفه الحظ في مرات سابقة. هذا الإنجاز جاء ليُسكت كل الأصوات المشككة في نوايا الفريق بالصعود، خاصة بعد الخسارة في لقاء الذهاب على أرضه، والتي ألقت بظلال من الشك حول قدرة الفريق على قلب الموازين.
رئيس جماعة الدشيرة، وعضو المكتب المسير للنادي، إبراهيم الدهموش في تصريح له للموقع ، أكّد أن هذا الفوز كان ثمرة عمل جاد وطموح لا يلين، مشيرًا إلى أن النتيجة العريضة (0-3) جاءت عن جدارة واستحقاق، وأثبتت أن الأولمبيك تجاوز كل الضغوط، ليقدم مباراة كبيرة في لحظة حاسمة.
وقال الدهموش: “ما حققه الفريق هو تتويج لتضحيات سنوات طويلة، ومكافأة لجماهيرنا التي ظلت وفية، رغم قلة الإمكانيات. اليوم، كتبنا صفحة جديدة من تاريخ سوس الرياضي”.
وقد ظل الفريق لسنوات قاب قوسين أو أدنى من بلوغ قسم الصفوة، لكنه كان يصطدم دائمًا بعقبة الإمكانيات المالية المحدودة. ومع ذلك، ظل متمسكًا بأداء مهامه في البطولة الثانية بإصرار، مقدمًا مستويات محترمة جعلته أحد أبرز الفرق المراهنة على الصعود في كل موسم.
ويُعد هذا الصعود الأول في تاريخ النادي، منذ تأسيسه سنة 1962، ما يضفي على الإنجاز رمزية خاصة، ليس فقط لجماهير الدشيرة، بل لكل عشاق الكرة في منطقة سوس، الذين طالما حلموا بأن يكون لهم ممثل في أعلى المستويات الكروية بالمغرب.
وعبر المتحدث عن حزنه لغياب من رحلوا قبل أن يروا هذا اليوم التاريخي، قائلا: “الصعود حلم أجيال… منهم من عاشه، ومنهم من غادر قبل أن يتحقق”.
ومن الجانب التنموي، اكد الدهموش ان هذا الانجاز ان يسهم في دعم البنية التحتية الرياضية والسياحية بالمنطقة، حيث من شأن تواجد فريق بالبطولة الأولى أن يجذب الاستثمارات ويزيد من الحركية الاقتصادية والثقافية للمدينة.
اليوم، أولمبيك الدشيرة لا يُعد فقط نادياً صاعدًا، بل نموذجًا للإصرار والتخطيط رغم قلة الإمكانيات. ويبقى التحدي الأكبر في الحفاظ على هذا المستوى، وتثبيت الأقدام بين الكبار في موسم سيكون بلا شك صعبًا لكنه مشوق.
هنيئًا لأبناء سوس بهذا الإنجاز المستحق، وبالتوفيق في مشوار قادم عنوانه: التحدي والطموح.